كلنا الوطن

بقلم الدكتور أحمد البيومي: كيف نحوّل الموهبة إلى مجد وطني؟

-

إعادة الصياغة بأسلوب حيوي واحترافي:

الرياضة ليست ساحة للمنافسة فحسب، بل مرآة لهوية الأمة، ورسالة حضارية، ومصنع لطاقة الشباب. وصناعة البطل الرياضي لم تعد ترفًا ولا حلمًا بعيدًا، بل أصبحت مشروعًا وطنيًا يبدأ من داخل الأسرة، وينمو في أحضان المدرسة، وينضج في الجامعة، ليصل إلى قمة المجد على منصات التتويج العالمية.

في المدرسة تُزرع البذرة الأولى؛ حيث تكتشف الموهبة في ملعب صغير أو خلال حصة رياضية قد يراها البعض هامشية، لكنها في الحقيقة لحظة فارقة قد تغيّر مستقبل شاب وتُطلق قدراته نحو آفاق غير محدودة. وهنا يكمن دور المعلم اليقظ، القادر على رؤية ما وراء الركلة أو القفزة، ليمدّ يده لمن يستحق الفرصة.

ثم تأتي الجامعة، بمساحتها الأوسع ومواردها الأكبر، لتكون الحاضنة الحقيقية لتلك الموهبة. فهي لا تملك فقط شبابًا في ذروة الطاقة، بل تمتلك أيضًا الإمكانيات لتقديم الرعاية الشاملة: من تدريب علمي وبدني، إلى دعم نفسي ومجتمعي، إلى تنظيم بطولات جادة تُبقي جذوة التحدي مشتعلة.

لكن الأبطال لا يُصنعون بالمصادفة. هناك منظومة يجب أن تعمل بتناغم: اكتشاف مبكر، تدريب علمي مدروس، دعم مؤسسي وإعلامي، ومساحة للتألق. نحتاج إلى منظومة ترى في كل طفل مشروع بطل، وتؤمن بأن وراء كل بطل ناجح أسرة آمنت به، ومعلم احتضن حلمه، وجامعة منحته أدوات التفوق، ودولة قررت أن تستثمر في مستقبله.

في كل بيت مصري، هناك بطل محتمل، ينتظر فقط من يراه ويؤمن به. وإذا تكاملت الأدوار وتلاقت الإرادات، فلن يكون من المستغرب أن يحمل شبابنا أعلام الوطن في كل محفل دولي، ويرفعوا رايته حيث يجب أن تُرفع.

لقد حان الوقت لنفكر بشكل مختلف، ونعمل بشكل جماعي، لنحوّل الرياضة إلى منصة وطنية لصناعة الأمل والمجد.