كلنا الوطن
kolonaalwatan
kolonaalwatan
kolonaalwatan
أهم الأخبار
بقلم الدكتور أحمد صفوت السنباطي: تحديات الخصخصة الإدارية في ضوء المشروعية والرقابة القضائية في مصر بقلم الدكتور أحمد صفوت السنباطي بمحكمة النقض: الإدارة الرقمية المصرية نحو تأصيل مبدأ المشروعية في بيئة إلكترونية بقلم الدكتورة مني عبيد: سيناء بوابة الحرمين بقلم الدكتور أحمد البيومي: كيف نحوّل الموهبة إلى مجد وطني؟ المستشار عارف بن علي العبار: مصر تسير بخطي ثابته لتكون مركزا اقتصاديا إقليما بقلم الدكتورة أسماء نوار: حقن التخسيس بين الوهم والحقيقة.. مونجارو، ساكسندا، والركض خلف التريند بقلم د. ولاء قطب: ثنائي القطب.. الوجه الخفي لتقلبات المزاج بين الهوس والاكتئاب تحت رعاية كلية بنسلفانيا البريطانية الدولية للدراسات والتدريب.. انعقاد المؤتمر الرابع للصحة النفسية والإدمان بقلم دكتورة إيمان فوزي: الصديق الجديد ChatGPT... بين الوهم والحقيقة بقلم المفكر الدكتور منصور مالك: الذكاء الاصطناعي والدماغ الرقمي: عصر جديد جامعة بنها الأهلية تختتم أسبوع الابتكار.. أفكار شبابية تتحول لمشروعات ريادية وصناعة مستقبل واعد بقلم د. مريم وحيد: الإعلان العالمي لحقوق الإنسان... وثيقة تاريخية أم شهادة وفاة للضمير العالمي؟”

يوم الحساب

في مدينة مومباي المزدحمة، وتحديداً في حي داهيسار السكني، كانت مدرسة "شانتي نيكيتان" الدولية تقف شامخة بطوابقها الستة. في الطابق الأخير، كان السيد فيكرام كمارا يجلس في مكتبه الفخم، يحتسي شاي الماسالا الساخن، ويتأمل المدينة من نافذته الزجاجية الواسعة.

كان كمارا معروفاً بذكائه الحاد ومظهره الأنيق. يرتدي دائماً بدلات مستوردة، ويضع خاتماً ذهبياً ضخماً في إصبعه، منقوشاً عليه تعويذة هندوسية قديمة. لكن ما لا يعرفه الكثيرون أن هذا الخاتم كان يخفي في تجويفه السري أقراصاً صغيرة سامة، يستخدمها في تصفية خصومه معنوياً وأحياناً جسدياً.

على مدى خمسة عشر عاماً، أتقن كمارا فن المؤامرات. كان يدس السم في فناجين الشاي، ويزرع الفتن بين المعلمين، ويلفق التهم لكل من يعارضه. سقط ضحية لمؤامراته عشرات المعلمين الأكفاء، منهم من فقد عقله، ومنهم من فقد سمعته، ومنهم من فقد حياته.

السيد سانجاي، معلم التاريخ المخضرم، كان آخر ضحاياه. بعد أن اكتشف سانجاي وثائق تثبت تورط كمارا في قضايا فساد كبيرة، دعاه المدير إلى مكتبه لتناول الشاي. في اليوم التالي، وُجد سانجاي في منزله فاقداً للوعي، وعندما استفاق في المستشفى، كان قد فقد ذاكرته تماماً.

لكن ما لم يعرفه كمارا أن ابنة سانجاي، أنجالي، كانت طبيبة شرعية بارعة. شكّت في الأمر وأجرت تحليلاً سرياً لبقايا الشاي في فنجان والدها. اكتشفت وجود مواد سامة نادرة، تُستخدم في الطب الهندي التقليدي "الأيورفيدا" لكن بطريقة مشوهة وشريرة.

في يوم من أيام المونسون، حيث كانت السماء تمطر بغزارة، دخلت أنجالي إلى مكتب كمارا. كانت ترتدي ساري أحمر تقليدي، وتضع على جبينها علامة البندي الحمراء. قدمت له علبة حلوى البرفي كهدية، قالت إنها من معبد شيفا المجاور.

كمارا، المعروف بحبه للحلويات التقليدية، لم يتردد في تناولها. لم يدرِ أن أنجالي استخدمت نفس السم الذي استخدمه ضد والدها، لكن بجرعة أكبر. بعد ساعات، بدأ يهذي ويتخبط. رأى أشباح كل ضحاياه تحيط به، يسمع صراخهم وأنينهم.

حاول الهرب من مكتبه، لكن قدميه خانتاه. سقط من الطابق السادس في المطر المنهمر، ليجده حارس المدرسة ممدداً في ساحة المدرسة، وخاتمه الذهبي متناثراً إلى قطع صغيرة تكشف سره المظلم.

في جنازته، لم يحضر أحد من المعلمين. فقط عائلته الصغيرة وبعض السياسيين الفاسدين الذين كانوا شركاءه. وفي اليوم التالي، عُلقت في لوحة إعلانات المدرسة آية من كتاب "بهاغافاد غيتا" المقدس:

"يا من تزرع الشر في طريق الآخرين، تذكر أن الكارما لا تنسى عنواناً، والقدر لا يخطئ باباً."

بعد شهور، تعافى السيد سانجاي تماماً، واستعاد ذاكرته. عاد إلى المدرسة مديراً جديداً لها، يحمل معه فلسفة جديدة: "التسامح قوة، لكن العدالة قدر."