هيئة أبوظبي للتراث تعلن عودة مجالس شعراء أبوظبي

أعلنت هيئة أبوظبي للتراث أنها بصدد إعادة مجالس الشعر في أبوظبي بعد أكثر من ربع قرن على توقفها، جاء ذلك في جلسة حوارية بعنوان «عودة مجالس شعراء أبوظبي برعاية هيئة أبوظبي للتراث» استضافها أمس «السبت» مجلس ليالي الشعر في معرض أبوظبي الدولي للكتاب بدورته الـ 34، تحدث فيها الدكتور سلطان العميمي المدير التنفيذي لقطاع الشعر والموروث بالإنابة في الهيئة، وحاوره الإعلامي عارف عمر.
وأكد العميمي أن عودة برامج مجالس الشعر في إمارة أبوظبي جاءت بتوجيهات من القيادة الرشيدة التي تضع الاهتمام بالمجتمع وبثقافته وموروثه على رأس اهتمامها، مشيراً إلى أنه سيتم الإعلان قريباً بشكل رسمي عن شكل هذه المجالس التي ستتكون من مجالس مجتمعية موجودة على أرض الواقع، ومجالس تلفزيونية، وسيتم الإعلان عن نظامها وآلية الانضمام إليها.
وأوضح العميمي أن إعادة مجالس الشعر تهدف إلى استكمال ما حققته المجالس القديمة، ومنها زيادة اللحمة الاجتماعية في إمارة أبوظبي ودولة الإمارات، حيث كان للمجالس دور كبير في الترابط والتواصل المجتمعي، كما كان لها دورها في تنشئة الأجيال الشابة على أصول الشعر وعوالمه.
وقال إن مجالس الشعر تعد ظاهرة ثقافية أصيلة في دولة الإمارات، متناولاً في حديثه أصولها وتاريخها، مبيناً أنها قديمة في الدولة، ففي أغلب مناطق الإمارات التي شهدت استقراراً كانت توجد مجالس ثقافية أو شعرية، مؤكداً وجود إشارات إلى هذه المجالس في القصائد النبطية والمذكرات والشهادات القديمة للمتعلمين الأوائل.
وأضاف أن المجالس كانت متصلة ببدايات التعليم شبه النظامي في دولة الإمارات، ففي إمارة أبوظبي مثلاً توجد مخطوطات دونت في تلك الفترة قبل أكثر من 120 سنة على أيدي أساتذة حضروا من بعض دول الخليج المجاورة لتعليم الطلبة، تفيد بأن المدرسين هؤلاء كانوا يحضرون مجالس الحكام والوجهاء حيث يلقى الشعر.
وتحدث عن تاريخ المجالس في إمارات دبي، وعجمان، وأم القيوين والشارقة، مشيراً إلى أن أبناء الشعراء وأبناء الفريج كانوا يحضرون المجالس، وكثير منهم أصبحوا شعراء كباراً فيما بعد، كما أوضح أن هناك مجالس أدبية أدارتها سيدات مما يشير إلى أن المرأة كانت شريكاً في الحراك الثقافي من خلال هذه المجالس الأدبية التي وصفها بأنها لم تكن مجالس شعرية فقط، بل كانت أيضاً مراكز اجتماعية تحل فيها المشاكل وتناقش القضايا الاجتماعية.
وقال إنه مع ظهور الإعلام وبروز تأثيره بدأت تظهر برامج شعرية في الإذاعة وفي التلفزيون بتوجيهات من القيادة العليا، مما جعل المجالس تأخذ شكلاً جديداً يصل بها إلى عدد أكبر من الناس، مؤكداً أن الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه» كان أول حاكم في المنطقة يوجه بتأسيس برامج الشعر الشعبي، حيث أمر بإنشاء المجالس وصرف رواتب ومكافآت شهرية لها، وأولى عناية خاصة لهذه المجالس.
من جهته أوضح الباحث والأكاديمي الدكتور غسان الحسن في مداخلة له أن الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «رحمه الله» كان يدرك منذ البداية أهمية الشعر لمواكبة التحديث والتنمية في الدولة الجديدة، لذلك كان لديه اهتمام كبير بالشعراء تجلى في عدة مظاهر منها حرصه على حضورهم في مجلسه، واستماعه لقصائدهم وتوجيهه لهم بإعلاء المفاهيم الوطنية التي تجمع وتوحد المجتمع الإماراتي في شعرهم، كما أنشأ مجالس شعراء النبط التي استمر نشاطها حتى نهاية التسعينيات، وتوقع الحسن نجاح إحيائها في حمل رسالة الشعر من جديد.
حضر الجلسة نخبة من الشعراء والباحثين والمهتمين من مختلف دول الخليج العربية، وحظيت بعدد من المداخلات التي أثرت النقاش حول قضايا الشعر النبطي.
من جهة ثانية تواصلت مشاركة هيئة أبوظبي للتراث في فعاليات الدورة الـ 34 من معرض أبوظبي الدولي للكتاب، حيث نظمت أمسية شعرية مساء أمس بالتعاون مع الهيئة في مجلس ليالي الغاف بالمعرض شارك فيها كل من الشاعر مسعود الأحبابي، والمنشد والشاعر طالب المري، وقدمها الإعلامي عارف عمر. كما شهد ركن «ظلال الغاف» في المعرض حل توقيع ديوان «حصاد أعوامي» للشاعرة مريم النقبي.
ويشهد مجلس ليالي الشعر مساء اليوم «الأحد» تقديم جلسة حوارية بالتعاون مع هيئة أبوظبي للتراث بعنوان «ابن عتيق الهاملي بين التوثيق والرواية» يتحدث فيها الدكتور سلطان العميمي المدير التنفيذي لقطاع الشعر والموروث بالإنابة في هيئة أبوظبي للتراث بمشاركة الشاعر سلم بن كدح الراشدي، وأمسية شعرية بعنوان «مواهب شعرية» يشارك فيها الشعراء: محمد بن سرور الشامسي ومقلم الخليفي ومهدي الجابري، ويقدمها الشاعر والإعلامي عيضة بن مسعود. وفي ركن ظلال الغاف يقام بالتعاون مع الهيئة حفل توقيع كتاب «اللؤلؤ والمرجان في مفاخر آل نهيان» تأليف علي بن محمد القحطاني (شاعر الجزيرة)، وتوقيع ديوان «روح» للشاعر كامل البطحري.
